
الهروب إلى الجامع الصومالي
يقال ان اسم (أبو علي) يطلق على الأشخاص الأقوياء الشجعان الذي لا
يهابون الموت والذين لا يوجد في قلوبهم
ذرة خوف الا من الله سبحانه وتعالى ,
وأخونا أبو علي ماشاء الله عليه قوي الشخصية
وهيبة وقد فرض احترامه على الصغير والكبير
كما أنه مفتول العضلات وقد منحه الله
سبحانه وتعالى قوة عجيبة يستخدمها في
الحالات الطارئة واضافة الى هذه الصفات
فانه شجاع أيضا عند الموائد وينطبق عليه
قول الشاعر :
ورجال الشفط لا خوف عليهم
تراهم في الولائم سباع
عندما يجلس أبو علي مع أصدقائه ومعارفه يبدأ
بسرد مغامراته العجيبة والتي تدل على
شجاعته في أحلك الظروف وأشدها والتي يظهر
فيها مغامراته التي تدل على شجاعته فمثلا
في مرة من المرات واجه أبو علي أربعين لصا
كانوا يحاولون سرقة سيارته العجيبة فخرج
لهم أبو علي فضربهم ضربا مبرحا حتى سالت دماؤهم ,
وهذا ما حرك مخيلة بعض الكتاب ليؤلفوا قصص عن
أبو علي خاصة رواية “ أبو علي والأربعين
حرامي “ !!!
كما انه توجد رواية أخرى رواها أبو علي على
أصدقائه في السويد أثناء تواجده في مسجد
نورشوبينغ بأنه عندما سافر أبو علي الى
زمبابوي لإلقاء محاضرة بعنوان “هروب
الشجعان في الدفاع عن الأوطان “ ..
اذ عندما كان أبو علي بطريقه لمكان المحاضرة
هجم عليه أسد فوضع أبو علي حقيبة المحاضرة
جانبا لكي لا تتسخ ونزع سترته الجديدة
لكي لا تعيقه النزال وشمر أبو علي عن
ساعديه ثم بدأ الصراع القوي بين أبو علي
والأسد وبينما الأسد يفتح فمه لابتلاع
ابو علي قام أبو علي ومسك بفكين الأسد
وفتحهما للآخر ومد يده في جوف الأسد فقلبه
على بطانته مخرجا احشاء الأسد للخارج
فاستسلم الأسد ورفع الراية البيضاء ومنذ
ذلك الوقت بدات الأسود كلها تهاب أبو علي
وتحسب له ألف حساب !!!
كل هذه الأمور جعلت من أبو علي اسطورة عجيبة
خاصة في مدينة نورشوبينغ السويدية فأصبح
كل من يريد الانتقال الى مسكن جديد يستعين
بقوة أبو علي لنقل حاجياته الى مسكنه
الجديد ويستفيد من خبرة أبو علي وتوجيهاته
الجريئة في التغلب على العقبات !!!
وفي يوم من الأيام وبينما أبو علي كان متواجدا
في صلاة الجمعة في المسجد خطب الامام خطبة
الجمعة ذاكرا أهمية الجهاد في سبيل الله
ودورها في الدفاع عن الوطن ...
هذا الكلام لم يتناسب مع أهواء أبو علي اذ ان
أبو علي هو صحيح انسان شجاع وقوي ولكنه
في أمور السياسة والدين الأمر يختلف تماما
,
وعندما تمس المسألة الدين والوطن فان أبو علي
ينقلب مئة وثمانين درجة .
امتعض أبو علي من خطبة الامام وفر هاربا للمنزل
وتلحف أبو علي في الفارش وبدأ يفكر ويسأل
نفسه أسئلة عديدة :
هل من الممكن أن ينتقل ما حصل اليوم في المسجد
من خطبة الامام الى المخابرات السويدية
؟ وهل قاموا بتصوير المصلين ؟ وهل تم
تصويري أنا شخصيا ؟ وهل سينقلون صورتي
الى حكومتي في العراق ؟ وهل ستقوم السلطات
السويدية بالتحقيق معي ؟ يا ويلي ..
ماذا سأقول لهم ؟ هل أقول لهم بأنه لا توجد لدي
علاقة بالامام ؟ أنا أتذكر بأنه قبل
اسبوعين قمت بالسلام على الامام عندما
رأيته في السوق فهل تم تصويري معه ؟ يا ويلي .. يا ويلي !!!
هناك دخلت عليه زوجته في الغرفة وسألته عن حاله
فشرح لها أبو علي ما حصل ..
أم علي : ولماذا أنت منزعج من كلام الامام ؟ هذا كلام عام
ممكن أن يقال في كل مكان .
أبو علي : ألا تعرفين ان كلمة جهاد ممنوعة هنا في السويد
؟ ألا تعرفين ان المخابرات السويدية تتبع
من له علاقة بالجهاد ؟
أم علي : وهل لك علاقة بالجهاد والمجاهدين ؟
أبو علي : لا ليست لي علاقة لا من قريب ولا من بعيد ..
أم علي : اذا لماذا أنت خائف ؟ رغم أنك مصدر شجاعة للغير
والكل يحسدك على شجاعتك و..
أبو علي : يا امرأة .. افهميني ..ألا تعلمين بأن السويديين اذا وضعوا علامة
استفهام على أي شخص فانه لا يحصل على
الجنسية السويدية ؟؟؟
أم علي : وهل فقدت الثقة بالله ؟ أين إيمانك المطلق
بالله ؟ أين ثقتك بالله ؟ الا تعلم بأن
قرار الاقامة أو الجنسية هي بإشارة واحدة
من الله عز وجل وان الأمور كلها تمشي
بارادته لا بارادة السويديين ؟
أبو علي : أعلم ..أعلم ..ولكننا نعيش واقعا مفروضا علينا ولا نريد أن نخلط
ما بين الواقع وبين الأماني الوردية !!!
أم علي : طيب وماذا أنت فاعل الآن ؟
أبو علي : لا أعلم ولكنني عندما كنت متلحفا بالغطاء
على السرير طرت لي فكرة جهنمية ..
أم علي : وماهي ؟
أبو علي : سوف أنقطع عن المسجد ولن أذهب إليه !!!
أم علي : وصلاتك ؟ أين ستؤديها ؟ وهل يجوز لك ان تصلي الجمعة مثلا في البيت ؟
أبو علي : يا امرأة كل شيء وله حل .. أما بالنسبة للصلاة فهناك مسجد للأخوة
الصوماليين يمكنني الصلاة فيه في يوم
الجمعة وغير يوم الجمعة !!!
أبو علي : وهل تتكلم أنت اللغة الصومالية أو تفهمها ؟
أبو علي : لا ولكن على الأقل أحظي بالأجر وفي نفس الوقت
أنتزع ذلك الخوف الذي يراودني من المخابرات
السويدية .. لمحة ذكية أليس كذلك ؟؟؟!!!
أم علي لم يعجبها كلام أبو علي ولم تقتنع به
ورغم ان أم علي هي من يتخذ القرار في البيت
وبامكانها فرض رأيها عليه ولكن لحسن سير
سلوك أبو علي مع أم علي فانها سوف تسمح له
بالذهاب للمسجد الصومالي اذ أن ابو علي
يهاب اثنين في هذه الدنيا أم علي والمخابرات
السويدية ..!!!
ذهب أبو علي للمسجد الصومالي وانقطع عن أصدقائه
في المسجد الناطق باللغة العربية ,
فأصبح أصدقاؤه يتصلون عليه للاطمئنان عليه
ولكنه لا يرد على مكالماتهم لأنه صنفهم
بالارهابيين والمتشددين والمشبوهين ..
حتى اذا صادفهم بالشارع فانه يراوغ لكي لا
يلتقي بهم أو حتى يسلم عليهم .
أصبح أبو علي من رواد المسجد الصومالي وأصبح
يستمع لخطبهم باللغة الصومالية (السواحلي)
وهو دائما يهز رأسه كأنه يفهم ما يقال في
الخطبة رغم عدم فهمه لحرف واحد من حروفهم !!!
وفي يوم من الأيام جاء أحد المسؤولين في
الادارة في الجامع الصومالي وعرض على أبو
علي بأن يساهم في دفع الاشتراك فوافق أبو
علي بكل رحابة صدر ودفع الاشتراك وقد
قاموا بتوقيعه على ورقة باللغة الصومالية
..
وفي اليوم التالي جاء آخر لأبو علي وقال له :
هل تود بدفع الاشتراك والانضمام إلينا ؟ فرد
أبو علي بأنه قد دفع الاشتراك البارحة .
فقال له الأخ الصومالي : هل انضممت لجماعتهم ؟ أم تريد الانضمام
لجماعتنا ؟ فاستغرب أبو علي من سؤال الأخ
الصومالي ولم يجب لأنه لا يعرف من هؤلاء
ومن الآخرون !!!
وفي يوم من الأيام وبينما الامام في الجامع
الصومالي يتهيأ لالقاء الخطبة على المصلين
حرص أبو علي على أن يكون أول الحاضرين
لكسب أكبر ثواب من الحسنات ,
فجلس في الصف الأول مقابلا الامام ..
فبدأ الامام بالقاء الخطبة وكالعادة أبو علي
يهز رأسه متصنعا بأنه يفهم محتوى الخطبة
ولكن في الحقيقة كما قلت لكم بأن ابو على
لا يفقه شيئا منها فقط يهز رأسه ليقنع
نفسه بأنه في المكان الصحيح !!!
بدأ الامام يسرد ويخطب وأبو علي يهز رأسه
ويتمعن في الامام وبعد فترة وجيزة من
الخطبة تكلم أحد المصلين باللغة الصومالية
بصوت حاد مما دعا العديد من المصلين للرد
عليه ومن ثم تكلم مصلون آخرون بحدة الى
أن دارت اشتباكات بين مؤيد للخطبة وبين
المعارضين لها .
أبو علي لم يفهم شيئا مما دار بين الصوماليين فقد اكتفى بمشاهدة المنظر ,
وفجاة دخلت الشرطة السويدية لمكان الصلاة
واعتقلت كل الموجودين ومن ضمنهم أبو علي.
لا أخفي عليكم بأن أبو علي كان في غاية الخوف
والرعب وكأنه ليس ذلك الشخص الشجاع المقدام
الذي فرض احترامه على الأسود واللصوص ,
فحالة ابو علي أصبحت لا يرثى لها والذي تمنى بأن
يكون بمثل شجاعة أبو علي حمدالله اليوم
على أنه لم يكن بجبن أبو علي !!!
ربما تتساءلون عما حدث في الجامع الصومالي ؟؟؟
حسنا سوف أشرح لكم ما حصل :
الإمام الصومالي ذكر في خطبته بأنه يجب دعم
القاعدة وأن الشيخ أسامة بن لادن هو القائد
الأمثل لهذه الأمة , وللأسف أبو علي كان يهز رأسه موافقا كلام الامام
ومؤيدا له دون علمه بمحتوى الخطبة لأنها
باللغة الصومالية , لذلك انتفض الصوماليون ما بين مؤيد لهذه الخطبة
وما بين معارض لها .. وأبو علي يا عيني مثل الأطرش في الزفة !!!
أبو علي الآن في الحجز والمخابرات السويدية
تحقق في الموضوع والمحقق يسأل أبو علي
عدة أسئلة منها :
موظف المخابرات : ما هي علاقتك بالقاعدة ؟
أبو علي : القاعدة هي الواقعة فمن تبعها فكأنما وقع بالحافرة !!!
موظف المخابرات : الشريط هنا يبين بأنك كنت تؤيد كلام الإمام وتهز
رأسك بالموافقة على كلامه فما هو تعليقك عليه ؟
أبو علي : الكلام للإمام .. طار كالحمام .. ليتني اتبعت عادل امام !!!
موظف المخابرات : هذا هو توقيعك على موافقتك على الانتماء للقاعدة , تم توقيعك عليه في الجامع الصومالي فما قولك؟
أبو علي : التوقيع على الرقيع جعلتني في حفرة وقيع !!!
موظف المخابرات : ما مدى ارتباطك بالقاعدة وهل قابلت أسامة بن لادن قبل هذه المرة ؟
أبو علي : أسامة له علامة ليته كان راغب علامة !!!
موظف المخابرات : هل كان لك ارتباط بالقاعدة منذ زمن ؟ أم هو ارتباط جديد ؟
أبو علي :الجديدفي المفيد فمن تبعه ربط بالحديد !!!
هناك أمر موظف المخابرات بأن يحول أبو علي الى
مستشفى الأمراض العقلية لتعمده اللجوء الى الجامع
الصومالي !!!
مع
تحيات نشمي